الثلاثاء، 21 مايو 2013

الأبنودي يوقع استمارة «تمرد» وينتقد «مجلس العسكر»

1 شنَّ الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي هجومًا حادًا على جماعة الإخوان المسلمين وعلى قيادات المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية.. وقال: “المجلس العسكري جاب لنا كل المصايب التي نراها الآن”.


وكشف الأبنودي في حوار مع الإعلامية منى الشاذلي تم تصويره في بيته بالإسماعيلية ويذاع غدًا الأربعاء في برنامج “جملة مفيدة” على فضائية إم بي سي مصر احتفالا بعيد ميلاده رقم ٧٥ عن أسباب رفضه لحكم الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي سرقت الثورة ، على حد تعبيره. وقال: “من أول الثورة ونحن نتعرض لمؤامرة”، لكن حكم الإخوان “مرحلة وهتعدي وكان لابد وان يحكموا ليكشف الشعب فشلهم”.


وشبه الأبنودي الشعب المصري بالأطفال الذين خرجوا لاحتفال بالعيد ثم اكتشفوا أن ملابس العيد قديمة والعيد لم يكن عيدا.


واستنكر الأبنودي تعامل النظام الحاكم مع شباب الثورة وقال: “كل الشباب في الثورة مثل أحمد دومة والحسيني أبو ضيف ومحمد الجندي وكريستي يتم اصطيادهم زي اليمام، ومن لم يتمكنوا من قتله ، يقدمونه لمحاكمات تصل به للسجن”.


واستعرض الشاعر الكبير مسار الثورة من خلال المربعات الشعرية التي يكتبها ووصفها بـ”الأرشيف النفسي” للشعب المصري خلال هذه الفترة القلقة، وقال: “الشعب المصري حبال صبره طويلة لكنه يباغت من يحكمه بطوفان رفض، فالفلاح هو الذي اخترع الصبر لكن الاخوان طلعوه من هدومه”.


وسخر الأبنودي من حديث الجماعة عن انجازات الرئيس وقال: “أنا الذي لا أحكم، إنجازاتي أكبر منهم”، وتابع: “لا توحد إنجازات لهذه السلطة التي يقوم رئيسها بافتتاح بواقي مشروعات نطام مبارك، ولن نرى منهم شيئا لأن هدفهم ليس مصر”.


وقال: “لم أكن رافضا لمحمد مرسي، رغم أنني لم أنتخبه لكني أعارضه الآن، بعد أن تبينت منطقه في الحكم، فمنطق الثورة هو سلوك الحكام. والتجرية الثورية تقليب للتربة ووصول الإخوان للحكم ليس آخر المطاف ، لكن ابحثوا لي عن وعد قطعه الرئيس على نفسه والتزم به؟”.


وحذر الأبنودي من تطبيق مشروع إقليم قناة السويس وقال: “هذه أول خطوة لفصل سيناء عن مصر، وهدفها أن تصنع ديلسبس جديدا يستعمر مصر، والموضوع كله مريب”.


وعبر الشاعر الكبير عن حزنه من الحال الذي وصلت اليه مصر تحت حكم الاخوان وقال: “هذه ليست صورة مصر التي مات الشهداء من اجل تغييرها”، وتابع: “الصورة التي يروج لها الاخوان ، ملفقة وصنعت لشعب متوهم لا وجود له ، فالشعب المصري بكل طوائفه غاب عن هذه الصورة لان صناعها لا يعرفون اي شىء عن مصر ، ولا وجود لتوافق سياسي بين فئات المجتمع ومن المستحيل ان تنجح فئة واحدة في حكم مصر ولذلك ستتواصل الاحتجاجات وعمليات قطع الطرق”، وقال: “هذه الصورة المظلمة ستدفع الشباب للعمل على استرداد الثورة”.


وعبر صاحب “عدى النهار” عن قلقه من الاساءة التي يوجهها انصار الاسلام السياسي للدين الاسلامي وقال: “قلق على الاسلام من هؤلاء ، فكيف يمكن لشباب يسمعون هذا الكم من السباب من المشايخ ان يؤمن بان الاسلام دين تسامح ولم ينتشر بالعنف؟”، ويهيأ لي أن أعداء الإسلام لو دفعوا ملايين الدولارات لتشويه الإسلام ما نجحوا كما نجح هؤلاء”.


وكشف الأبنودي عن توقيعه لاستمارات حركة تمرد التي تدعو لسحب الثقة من محمد مرسي، مؤكدا دعمه للحركة وقال: “التمرد من أجمل القيم الموجودة في الدنيا ، فالتمرد ليس خروجا على الحاكم كما يزعم المشايخ الذين كانوا يقبضون اثمان فتواهم من امن الدولة خلال سنوات حكم مبارك، وقال: “لولا تمردنا لما وصل هؤلاء إلى الحكم”، مؤكدا أن “تمرد” لن تسقط النظام لكنها تكشفه.


وناقش الأبنودي الآراء التي تطالب الجيش بالنزول وقال: “هذه قلة حيلة، فالوضع الأمثل للجيش هو العمل على استرداد كرامتنا، وعليه ألا يلتفت لهذه الآراء”، وتابع: “طالما هي ثورة فلابد من ان انجزها دون أن ادخل الجيش طرفا في هذه المعادلة”.


وأشاد الأبنودي بالرئيس جمال عبد الناصر وقال: “سجنت في عهده، لكنه كان زعيما وطنيا ، هزم في النكسة لكن شعب مصر لم يهزم وانتقد الآلية التي اختير بها وزير الثقافة الجديد”، وقال: “اختاروا وزيرا ليس له إنجازات وغير معروف في الوسط الثقافي”، وعبر الابنودي عن إعجابه بما أنجزه فاروق حسني والفترة التي قضاها صابر عرب في الوزارة وقال: “الإخوان لا يعرفون ماذا تعني الثقافة، وليس لديهم مثقفون أو مبدعون، فهم في الأصل ضد الإبداع والفن”.


وأوضح صاحب “المشروع والممنوع” أن أوقات القلق والتحولات لا تصنع فنا كبيرا، فالروائي لا يستطيع أن يغلق على نفسه ليكتب عملا فريدا، في حين أن الشاعر لا يستطيع أن يتجاهل ما بجري في مصر.


وأكد الأبنودي أن الناس لم تعد تحتمل قراءة قصيدة طويلة ً، ومن ثم فإن المربع الشعري أتاح له التعبير العاجل والسريع لكنه أوضح أن كل مربعة تأخذ جهدا يليق بقصيدة كاملة وعبر عن ولعه الشديد بالشاعر الشعبي احمد بن عروس، الذي تعلم منه تقنية المربعات الشعرية وصاغ بعدها مشروعه في جمع السيرة الهلالية.


وعبر الابنودي عن فخره بالاستقبال الكبير لهذه المربعات من قبل جمهوره وشباب الثورة وقال: “كتبوها على الجدران ورسموها في الجرافيتي، واحتفوا بها على اليوتيوب”.


وقال الابنودي انه في حال واجه تهمة اهانة الرئيس “لن يكون أجدع من شباب الثورة الذين قتلوا وتعرضوا للسجن.


وأكد أن الاخوان حتى الآن يقدرون ما فعله من أجل مصر، لكن ليس بينهم وبينه خصومة شخصية، وقال إن هذه الفترة هي أصدق فترات حياته: “شعري لا يقلد وانا فخور بما كتبت، وعندما اقابل ربي سأذهب له بالمربعات لانها مستنداتي ضد هؤلاء”.


وعبر الأبنودي في نهاية الحلقة عن تفاؤله بالمستقبل وردد أغنيته الشهيرة “عدى النهار، ابدا.. بلدنا للنهار”.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق